عن الكتاب
جرت أحداث ِ هذه الرواية ٍ في دولة ِ شديدة ِ الشبه ِ بجمهورية ُ السودان، قد تتطابق أسماءُ
املدن، القرى، الأشخاص، الوزارات والصحف. قد تتطابق الأحداث، السياسات، الأزمنة
ً والأزمات أيض ُّ ا، لكن تظل ُ أحداث الرواية تجري في دولة خيالية لا وجود لها في الواقع؛
لأن ما يحدث في هذه الرواية يستحيل حدوثه في واقع السودان. هي من شطحات الخيال
املريض لكاتبها بركة ساكن، بالتالي الأفكار التي تطرحها هذه الرواية لا تعبر بأي حال
من الأحوال عن رأي املؤلف، بل تعبر عن أفكار القارئ، وهو من يتحمل مسئوليتها
والدفاع عنها.
وقبل أن أحدثكم ملاذا أتبنى هذا الرأي الصريح املتطرف، هو أن الآراء في قاموسي
ً أربعة: آراء خرية، آراء شريرة، آراء خرية وشريرة، آراء لا خرية ولا شريرة. طبعا كما
هو معروف ومؤكد، لا تُوجد آراء بني بني. فالرأيان الأولان هما رأيان قد يصدران من
الكاتب الأول للنص — في هذه الحالة هو شخصي الضعيف. أما الرأيان الأخريان فهما
رأيا القارئ، الذي لسوء حظه يتطلع إلى الرأيني الأولني، لكنه للأسف يفهمهما كما يشاء،
ِّ ويؤول النص وفقً ا ملا يريده هو. فما أراه أنا خريًا مطلقً ً ا وجمالا ً متكاملا ً مفرطا في
ً ا مفترس ً ا. العكس أيضا
إنسانيته، قد يراه هذا القارئ الشرير شيطانيٍّ ً ا قبيحا وحيوانً
َ ا، بالتالي من يتحمل سوء أو حسن
ٍّ أ ما أعني به أنا شر ً ا جميلا خريً ُ ا م ْطلقً
َر
صحيح؛ قد يُقْ
ظن القارئ غري القارئ نفسه؟ وهذا يقود إلى الرجال والنساء الذين يستخدمهم البعض
لتقييم أعمال أدبية صرفة أو سياسية أو حتى علمية؛ بغرض تجريمها وتحريمها أو
صرف صك مرور خجول من أجلها.